أنساكِ ؟! ما كان النِّسيُّ حَفِيَّا
...........يومًا بقلبٍ في لَظاكِ صِليَّا
.
أنساكِ كيفَ؟! وما أراكِ بعيدةً
........وإنِ انتسيتُ فلن أكونَ سَويَّا
.
أنساكِ كيفَ وكل يومٍ صرخةٌ
...في الجَنبِ صَدْعٌ منك باتَ قويَّا؟!
.
أنساكِ يا طُهرًا يُباركُ بُقعةً
.......من سَفْحها عرجَ النبيُّ صَفيَّا؟!
.
واختصَّها كَنفًا لرسْلٍ زانها
..........فَلَكم نبيٍّ بات فيكِ رَضيَّا !
.
مُتنسِّمًا فيكِ العبيرَ فما رأى
............جَنبٌ لسَفْحٍ منكِ إلا علِيَّا
.
وأبَى ثراكِ مع الشريكِ تآلفًا
...........بعبادةِ الرحمنِ ليس سَويَّا
.
ورفعتِ رايَ العزِّ توحيدًا فما
...........كَنَّ الهُدَى فيمَن رآه عَصيَّا
.
أنساكِ تُذْكِرني المَدامعُ والدما
......أوَ أنتسي بينَ الصراخ دَويَّا؟!
.
لا يرعَوي هدمًا ومعها مَجْمَعي
..............مُتَهدمًا بين الركامِ فَريَّا
.
والنارُ قبلَ حريقها تَقْفو الحَنا
....جعلتْ مِن العمقِ الصريخِ مَطيَّا
.
ودماكِ ذِياك البحور غريقةٌ
.........نفسي بها ذابتْ وربِّ بُكيَّا
.
يجري الدما مَعها صُراخُ دَواخلي
...........حاشاهُ مِنِّي يَنزَوي مَنسيَّا
.
كيف النِّسيُّ وإنْ تلجَّمتِ النهَى
......واستسلمتْ بين الجِمار يَديَّا؟!
.
يا غزُّ ، كيف مع النسيِّ تآلفٌ
...والحرفُ يَقْصُرُ أنْ يخُطَّ ذَويَّا ؟!
.
لكنه مع كل دَفْقٍ مِن دِما
..........مُتشاركٌ بدمايَ فيكِ رُويَّا
.
حسبي على تلكَ الحدودِ مَعاذِرٌ
.........عذرٌ حَييٌّ ليس فيكِ كَفِيَّا
.
والحرفُ مِن ذاك الحياءِ تجوبهُ
.........تلك اليدان فلا أكونُ نَسيَّا
.
.
...منال